و .. تستمر الحياة ...
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

و .. تستمر الحياة ...

-
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمود
Admin
محمود


عدد المساهمات : 119
نقاط : 249
تاريخ التسجيل : 07/11/2009

ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة Empty
مُساهمةموضوع: ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة   ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة I_icon_minitimeالأحد يناير 03, 2010 6:09 pm

العمر في عينيَّ سردابٌ طويلْ
نفقُ مخيفٌ ذاك السردابُ
يصعدُ .. ثم يهبطُ ثم في سأمٍ يميلْ
يبدو قريباً حين يُغرينا بريقُ الحلم
تجذبُنا بحارُ المستحيلْ
يبدو بعيداً حين يخدعنا سرابُ الحلمِ
يَسكُننا الأسَى
ونعودُ بالجسدِ الكليلْ...
فالناسُ تمشي فوق أقدام تهاوتْ
والدروبُ تنوءُ بِالخَطْو الثَّقِيلْ
كَانَتْ رؤوسُ النَّاس تيجاناً مُحطَّمةً
وأجساداً تُصارِعُ بَعْضَهَا
وحَناجِرا بالقهْرِ أدْمَنتِ العَويلْ
كَانتْ عُيونُ الناسِ أنْهاراً مُشَقَّقةً
وأغْصاناً يصيحُ نزيفُها
وجداولاً بالحزنِ أرضعتْ النخيلْ
كانت وجوهُ الناسِ أشرعةً مكسَّرةً
تُواسي بَعضَها
وشواطِئاً تبكي على أطلالِ نيلْ..
***
العمرُ في عينيَّ سِرْدابٌ طويلْ
يمتدُّ من فجر البراءةِ
والصباحِ البِكْرِ .. والوجه الجميل
يجتاز ازمنة التنطُّعِ.
وانكسار الروحِ والأملَ العليلْ
عيناك في السردابِ صبحٌ جامحٌ
ما زالَ في ألمٍ يُكابرُ
سطوة الليلِ الطويل
مازالتُ أسبحُ في عيونكِ
رغمَ أنَّ الموجَ إعصارٌ
وَصَوْتُ الريحِ وَحْشُ كاسِرٌ
وشراعُنا المكسورُ
يبحثُ عن دليلْ..
وأنا وأنتِ .. ولحظةٌ عذراء تخبو
خلفَ أجراسِ الرحيلْ
كُنَّا نُطلُّ وحَوْلنا
تترنَّحُ الأيامُ في ضجَرٍ
وَضوءُ الشَّمسِ نبضٌ واهنٌ
وعلى امتدادِ الأفقِ ينتحبُ الأصيلْ
هَلْ هَانت الأحلامُ
أم هانت سنينُ العمرِ
أم جَنحَتْ بِنَا الدُّنيا لحلْمٍ مُسْتحيلْ
بَيْني وبينك خُطوتان
وحين يبدو الحزنُ تُصبح ألفَ ميلْ
***
العمرُ في عَيْنَيَّ سردابُ طويل
أدمنتُ في عينيكِ فرحة طفلةٍ
تلهو بضوءِ الصبحِ في أيامِ عيدْ
إني أحبكِ رغم أنَّ الفجر يبدو
آخر السردابِ أبعدُ من بعيدْ
إني أحبكِ رغمَ أن الحزنَ
يبدو اللقاء
كبقعةٍ سوداءَ في ثوبٍ جديدْ
إني أحبك رغم أن الشَّمس
يمكن أن تكونَ الضوءَ
يمكن أن تكونَ النارَ
يمكن أن تموتَ من الجليدْ
أني أحبُّكِ رغمَ أن الحبَّ أحياناً
يَصيرُ الموتَ يسكنُ في الضُّلوع
وقد يُطلُّ كصرخةِ الطفلِ الوليَدْ
إني أحبكِ رغم أنكِ جَّنتي
ونهايتي
وربيعُ عُمْري .. والخريفُ المرُّ
والاملُ الشَّريدْ
إني أحبكِ رغم أني عاشقٌ
باعَ اللَّيالي البِكرَ في سُوقِ العبيدْ
إني أحبكِ
رغم أنك ليلةٌ مجنونةٌ
وأنا الزمانُ الضائعُ المجهولُ
والألمُ العنيدْ
إني أحبكِ
رغم أني في عيونك قاتلٌ
وأمام نفسي.. ربما كُنْتُ الشهيدْ
***
العمرُ في عينيَّ سردابٌ طويلْ
صوتُ النوارسِ يَنتشي في الصبح
حين يُطلُّ وجهُ الشَّمْسِ
حين يذوبُ حزنُ العمرِ
حين يعودُ للخيلِ الصهيلْ
وأنا أحبكِ...
ليس يعنيني تَلاقى دربنا
أم ظلت الأيامُ تحملنا لحلمٍ مستحيلْ
حتى وإن كان الطريقُ إليك عمري كلَّه
سأظلُ أرحلُ في عيونكِ
لن أملَّ .. من الرحيلْ
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://tintin.yoo7.com
 
ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» لو أننا لم نفترق...فاروق جويدة
» أحزان ليلة ممطرة...فاروق جويدة
» عندما ننتظر القطار...فاروق جويدة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
و .. تستمر الحياة ... :: الجزء الاول :: ذكريات طواها النسيان-
انتقل الى: