عندما ننتظر القطار...فاروق جويدة

قالت:سأرجع ذات يوم
عندما يأتى الربيع ..
وجلست أنظر نحوها
كالطفل يبكى غربة الابوين ..
كالامل الوديع
تتمزق الايام فى قلبى
ويصفعنى الصقيع
كان الخريف يمد اطياف الظلال
والشمس خلف الافق تخنقها الروابى ..والجبال
ونسائم الصيف العجوز ..
تدب حيرى ..فى السماء
وأصابع الايام تلدغنا
ويفزعنا الشتاء
والناس خلف الباب تنتظر القطار
والساعة الحمقى تدق فتختفى
فى الليل أطياف النهار
واليأس فوق مقاعد الاحزان ..
يدعونى ..فأسرع بالفرار

الآن قد جاء الرحيل ..
وأخذت اسأل كل شئ حولنا
ونظرت للصمت الحزين ..
لعلنى ..أجد الجواب
اترى يعود الطير من بعد اغتراب؟
وتصافحت بين الدموع عيوننا
ومددت قلبى للسماء
لم يبق شئ غير دخان ..
يسير على الفضاء
ونظرت للدخان .. شئ من بقاياها يعزينى
وقد عز اللقاء ...

ورجعت وحدى فى الطريق
اليأس قوف مقاعد الاحزان ..
وذهبت انتى وعشت وحدى .. كالسجين
هذى سنين العمر ضاعت
وانتهى حلم السنين
قد قلتى:
سوف أعود يوما عندما يأتى الربيع
وأتى الربيع وبعدها كم جاء للدنيا .. ربيع
والليل يمضى .. والنهار
فى كل يوم أبعث الآمال فى قلبى
فأنتظر القطار ..
الناس عادت .. والربيع أتى
وذاق القلب يأس الانتظار
أترى نسيت حبيبتى؟
أم أن تذكرة القطار تمزقت
وطويت فيها .. قصتى؟
يا ليتنى قبل الرحيل تركت عندك ساعتى
فلقد ذهبت حبيبتى
ونسيت .. ميعاد القطار ..!

» ما زلت أسبح في عيونك - شعر فاروق جويدة
» لو أننا لم نفترق...فاروق جويدة
» أحزان ليلة ممطرة...فاروق جويدة